|

٠٠  عودة الغزو بثوب جديد ٠٠

الكاتب : الحدث 2022-02-16 06:34:24

 

 ذات يوم كانت القبائل تعيش في البادية ومنهم من يعيش بالصحراء وكانت حياتهم لا تخلو من الغزو ومن الصراعات القبلية كالثأر وغيرها ومع ذلك كانت القبائل تتحلى بالاعراف السائدة
 بينهم كالعهود والمواثيق !!

وكانت القبيلة التي تغزو الأخرى تتهيأ لذلك الغزو وتعد له العدة لكن دون أن تشعر القبيلة المُراد غزوها وأغلب أسباب الغزو لا تخرج عن سببين إما لأخذ مواشي والاستفادة منها 
كطعام وإما لأخذ ثأر عدا ذلك
 قل أن تجد غزو !!

اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرون وفي عصر الحضارة وعصر التطور يعود الغزو ولكن بثوب جديد وأسباب جديدة بعيدة كل البعد عن اسباب غزو القبيلة لأخرى كما في الزمن الغابر دون أي اعتبار للمواثيق التي دونت على الورق ورميت في أدراج المصالح !!

اليوم نسمع ونشاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة عن الغزو الروسي لجارته أوكرانيا وعن الهالة الاعلامية المصاحبة لذلك وكأن الغزو صار افتتاح منشأة رياضية أو ملتقى اقتصاد دولي وليس غزو تزهق فيه أرواح الآلاف من البشر !!

الغزو الجديد بالقرن الواحد والعشرون قد فُصّل تفصيل دقيق وزخرف بثوب الثورة المعلوماتية ولم يتبقى عليه سوى اللبس وكأن الغزو وجبة دسمة اُخْتيرت  من أرقى المطاعم !! 

الغزو حرب ودمار وازهاق  أرواح واستنزاف اقتصاد وشتات مجتمعات وضياع أُسر وأفراد وأمة !! 

اليوم الدول المتحضرة تريد تأكل بعضها البعض وتُستَنزف خيراتها وثرواتها  مع يرونه في الدول النامية من صراعات ومن تخلف وفقر مدقع  ومع ذلك التاريخ يعيد نفسه مثلما قامت أجيال على حساب أجيال كذلك ستمحى كما محت من قبلها والأيام دول !!
 
            ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠